الأحد، ١٤ محرم ١٤٣٠ هـ


بقايا من شعاع خافت*
تفنـَّنَ القدرْ...
أنْ ينسُج َالآلامَ في صدرِ المحبينَ وأنْ يُمطرَ منْ بـُؤْسـِهِ غيماتٍ لـِتزرع َالكدرْ.
أنْ ينحتَ الصبرَ الجميلَ على جبين ِشمعة ٍصغيرهْ.
أو أنْ ينمِّي فكرة ًمليئة ً بالعقد ِالكبيره ْ.
فيستحيلُ ليلنا عذابْ
ويستحيلُ قلبنا يبابْ
وتستحيلُ رؤية ُالأشياء ِعندَ صُبْحـِنـَا
كظلمة ٍ حالكة ٍمريرهْ.
هلْ أنصفَ الزمنْ؟!

السنوات العشر التي فصلت بين حضور الشيخ إلى بلدي
وبين حضوري إلى الحياة ،كانت كفيلة بغرس حب لن يزول أبداً

ماذا سأكتبُ حينَ يـُطلبُ أنْ أقولَ حقيقة
ًفي حجم ِ مأساة ٍ.
وتكونُ تلكَ هيَ المأساة ْ.
ماذا سأكتبُ منْ تفاصيلَ على مَرِّ السنينْ .
حارَ اليراع ُ،
و تـَيَبَّـسَتْ من فوق ِمـِنـَضدة ِالحنين ِأنامليْ .
أنا مؤمنٌ بالحب ِ إذ ْيرمي سهامَه في العراء ْ.
أنا مؤمنٌ بالحزن ِإذ أرتكبُ اليومَ الحماقة َ والبكاءْ.
لن ْأمتطي قلمي ، ولنْ أروي مساءاتي إذا حلَّ المساءْ.
لا تجبروني على البكاءْ ، لا تجبروني على البكاءْ.
****
سُلـَّتْ منْ الصدر ِ المصوَّب ِ شوكةٌ.
ألقتْ برأسـِها فوقَ سطح ِالجرح ِ ،
لم تدر ِ بأنَّ الجرحَ غائرْ.
وتسلـَّلتْ ، وتفننتْ في نبش ِ قلبٍ مثقلٍ دامٍ،
أراه ُولا تراهْ.
مرَّتْ على صفحاتـِنا الأولى ،
وتعرفُ أنـَّني مازلتُ أذكرُ منْ بعيد ْ.
وتأكدتْ من عُمْق ِ جرحي ،
مـَرَّة ً أ ُخرى.....
وإذ بالجرح ِ ينزفُ منْ جديدْ.
يا لوعة ً ما كانَ منها أن ْتهونَ وكلـُّها شجوٌ عتيدْ.
يا سيدي ... هاكَ التحية َيا سراجَ الرُّوح ِ مهداة ً
والحياءُ يحوطها ، مِلءَ الجفونْ.
من كلِّ حَدب ٍسارت الركبانُ فيها .
مرهفاتُ الحسِّ تستهوي المنونْ.
وتصيحُ من فرطِ العناءْ .... لا تجبرونـَا على البكاءْ .
****
لا تلبسونا حلة ً أخرى من الشجوِّ
ولا ترووا صلاة َ الخاشعينْ.
لا تتلوا آيات ٍ ولا تأتوا بنافلة ِ الصلاة ْ.
وتوقفوا عندَ الأذانْ.
(الله أكبر ُ) لمْ تعدْ تتـرددُ من ذلك الصوت ِالرخيمْ.
لا تقربوا سجادة ً كانتْ تصافحُ راحتيه.
لا تسألوا المحرابَ حينَ يُحَمْحِمُ الحزنُ على جنـَبَاتـِهِ.
أو يذكرُ الماضي منَ التاريخ ِ،
أو يذكرُ السُمِّار في ظـَلـْمَائِهِ،
ودَعُوهُ فـَهْوَ بالنـَّحيبِ على صَلـَواتِه ِ أولى،
وبـِحـُزْنـِهِ أولى .
ودَعـُوهُ فـَهـْوَ مـُثـْقـَلٌ بسنينَ عـِشْق ٍ أربعينْ .
لا تسألوهُ عن ِالدعاءْ ... لا تجبرُوهُ على البكاءْ.
****
كفكفتُ دَمعـي بَعْدَ كـُلِّ مصائبي
وطـَفـِقـْتُ أ ُرْسـِلُ بالشكاوَى ها هنا أو ها هناكْ.
فـَتـَّشْتُ عنْ أيام ِ وَصْل ٍ سـَابـِقاتْ .
فـَتـَّشْتُ عن نجوى تـُحـَلـِّقُ في رَبيع ٍ منْ بريق ِالذكرياتْ.
وإذا بصورة ِ شيخنِا
في كلِّ زاوية ٍ،
في كلِّ بيتٍ ،
بل بكل ِّ قـُلـُوبـِنا زَرَع َ الحياةْ.
****
أ ُنـْسٌ بقامة ِ شـِفـَّتـَيـْهْ،
ورحابة ٌ في عرض ِ صَدْرِهِ للصغير ِ وللكبيرْ .
ومجالسٌ ملءُ السعادة قـُرْبـُها،
مزهوة ً بسنى المربـِّي تـَسـْتـَنـِيرْ .
اللهُ مَا أحلى اللـِّقاءْ .. لا تـُجْبــِرُوني على البكاءْ.
****
أنا لا حَييتُ إذا بكيتُ على فراقـِه مرَّتينْ.
في مُـدْلـَهـِمـَّات ِاللـَّيالي حُزنـُنـُا حَتـْمَا ً يـَطـُولْ.
وتكونُ فيها صورة ً منْ مـَشـْهـَدَينْ
فالعهدُ مَاض ٍ في طريق ِ المـَكـْرُمَاتْ
والوصلُ مَوفـُورٌ على نـَهْج ٍ رَسَمْتـَهُ للنجاة ْ.
وإذا سَد َلـْتَ السـِّتـْرَ في التـُّرْب ِ،
فـَهـَوِّنْ مـِنْ عـَنـَاء ِكْ.
ودَع ِ الهـُمُومَ لـَنـَا ،
فأنـْتَ صِرْتَ مـُبـَجَلا ً.
وبلـَغـْتَ حـَدَّ المـُكـْرَمينْ .
وترَكتَ أيتاما ً بـِعـِشْـقـِكَ أ ُرْهـِقـُوا ،
فامـْدُدْ لهمْ منْ جـَنـَّةِ الخـُلدِ يدينْ.
وانظرْ لهمْ من شـُرْفـَة ٍ أ َبـَويَة ٍ في كلِّ حينْ.
ياسيدي إنـَّا انتظرنا ، وانتظرنا
لكن ِ البُعدُ يطولْ،
لكن ِالحزنُ يطولْ،
ويطولُ ليلُ الفاقدينْ.
من للصلاة ِوللدعاءْ ... لا تجبروني على البكاءْ.
أربعين سماحة العلامة الشيخ علي الدندن

هناك تعليق واحد:

Seldompen يقول...

جزيت خيراً ..

ورحم الله الشيخ علي الدندن ..

يستحق أن تكتب الأشعار لأجله ..

..

متابعة ..